Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
Mustapha EL MNASFI /مصطفى المناصفي
Mustapha EL MNASFI /مصطفى المناصفي
Publicité

MUSTAPHA EL MNASFI
مصطفى المناصفي 
Enseignant-chercheur à l'Université Moulay Ismaïl de Meknès (Maroc)



154-newsletter

للتوصل بأخر المقالات المنشورة في المدونة
يمكن لكم الإشتراك في الرسالة البريدية
Pour être tenu informé de chaque nouvelle
publication, abonnez-vous à la :

Newsletter
Archives
12 août 2010

إهداء إلى الأم المغربية

 

مصطفى المناصفي، إهداء إلى الأم المغربية، صحيفة المثقف، 12 أغسطس/غشت 2010.

 

بعيدا عن القلق الفكري و البحث العلمي و هموم الحرف و السؤال وبمناسبة حلول شهر رمضان المبارك نقف و قفة تقدير و احترام لتقديم التحية للسيدة الأولى بالوطن الحبيب.

إلى الأم المغربية المناضلة من أجل أبنائها ومن أجل الوطن، إلى تلك الأم التي لم تطأ قدماها قط حجرة الدرس، ربما بسبب النظرة السائدة في ذاك الزمن أو بسبب سياسة التجهيل...

إلى تلك الأم التي لم تتعلم في المدرسة ولكن علمت أبنائها و بناتها حب القلم والحرف والوطن، لعلمها المسبق أن العلم هو سر ازدهار الوطن؛ لم تفقد الأمل في المستقبل، قالت ولازالت تقول إن تعلم الأبناء وحبهم للمدرسة سيعوض لها، ولو رمزيا، ما حرمت منه، لذلك استيقظت باكراً لتحضير قهوة الصباح لهم، ألبستهم ما لم تلبس، زرعت فيهم الأمل الذي أرادوا له عمداً الفناء في قلوبهم...

إلى الأم المغربية المتواجدة بالأرياف و بالمناطق المعزولة و التي تعاني أتناء الحمل، و خلال الوضع و بعد الوضع ؛ حتى أن بعضهن، بجبال الأطلس، يلدن باستعمال شفرة الحلاقة.

إلى الأم المغربية المتواجدة بالمدينة و التي تعاني مع أفراد "القوات المساعدة" من أجل بيع الرغيف على الرصيف لضمان لقمة العيش بالحلال ؛ إلى أمهاتنا بأسواق باب شالة و باب الأحد بالعاصمة و باب مراكش بالبيضاء و باب بو جلود بفاس، وبساحة جامع الفناء بمراكش الحمراء و بباقي فظاءات الحواضر و القرى المغربية و التي تحتضن أمهات تاجرات شرفهن أسمى و أرقى من الانتهازيين و عشاق الظهور أمام الكاميرات.

إلى أمهاتنا بالمستشفيات العمومية و اللواتي يمتن ببطء في ظل غياب تغطية صحية و حضور تغطية من نوع أخر تصلح لهواتف نقالة يتباهى بها الكثير من الخلق.

إلى الأم المغربية التي فقدت حبيب العمر وهي حامل في الشهر الثامن ووضعت رضيعا دون أن يتمكن الأب من الانتشاء بزغاريد الجيران و بتهاني أبناء الحارة.

إلى الأم المغربية المثقفة التي لا تفارق خير جليس و تناضل من أجل وطن تسود فيه الكرامة و يتسع لجميع أبنائه.

 إلى الأم المغربية الفنانة التي نشاهدها في التلفاز ويحسبها البعض أنها "لاباس عليها" (غنية ماديا)، و لكنها تعاني في صمت من أجل أداء سومة كراء الشقة التي تحمي أسرتها، و تخفي معاناتها بابتسامة خفيفة أمام الكاميرا.

إلى الأم المغربية الواقفة أمام أبواب السجون حاملة "القفة" (المؤونة) لأبن دخل السجن بسبب ظلم القضاء أو بسبب شغب تافه.

إلى الأم المغربية التي تنتظر من أبنائها المعطلين، المعتصمين أمام البرلمان، العودة إلى البيت حاملين ورقة التعيين في إحدى المؤسسات العمومية.

إلى الأم المغربية التي فقدت ابنها في رحلة الفردوس المفقود، بشواطئ البحر الأبيض المتوسط، و لم يبق لها إلا صورة الابن المفقود معلقة على جدران غرفة استقبال الضيوف.

إلى الأم المغربية التي تنتظر عودة فلذات أكبادها من المهجر بعد أن هاجروا مضطرين إلى الضفة الأخرى بحثا عن لقمة عيش تحفظ ماء وجه العائلة.

إلى الأم المغربية المقاومة التي ناضلت من أجل تحرير و استقلال الوطن و لازالت تستغرب كيف أن الاستقلال لم يكتمل بعد.

إلى الأم المغربية التي تخرج إلى الشارع احتجاجا على الزيادة في الأسعار أو من أجل المطالبة بتحرير حارة "المغاربة" بالقدس الشريف وكل فلسطين.  

إليك أمي "عائشة" و إلى قريناتك أهدي هذه الخواطر، و كل رمضان و أمهاتنا في خدمة الوطن.

 

                

Publicité
Publicité
Commentaires
O
شكرا استاذي على الاهداء الذي قدمته في حق كل ام مناظلة سواء كانت داخل البيت او خارجه
Répondre
Publicité