Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
Mustapha EL MNASFI /مصطفى المناصفي
Mustapha EL MNASFI /مصطفى المناصفي
Publicité

MUSTAPHA EL MNASFI
مصطفى المناصفي 
Enseignant-chercheur à l'Université Moulay Ismaïl de Meknès (Maroc)



154-newsletter

للتوصل بأخر المقالات المنشورة في المدونة
يمكن لكم الإشتراك في الرسالة البريدية
Pour être tenu informé de chaque nouvelle
publication, abonnez-vous à la :

Newsletter
Archives
21 août 2021

وصيتي... إهداء إلى روح الفقيدة سمية العمراني وإلى أصدقائها

 

 

وصيتي...

إهداء إلى روح الفقيدة سمية العمراني وإلى أصدقائها

 

أصدقائي الأعزاء،

لعلّ ترجلي من قطار الحياة أفسد عليكم فرحة عطلتكم، وأنا أيضاً كنت أمني النفس أن أشارك زوجي وبناتي فرحة العطلة الصيفية، وفرحة عقد قران ابنتي خولة، وكنت أتمنى كذلك مشاركتكم الترافع من أجل القضية التي ندافع عنها أمام المرشحين للانتخابات المقبلة، لكن القدر لم يمهلني، والأجل محتوم ومحددٌ ومُسَمًّى عند الله.

 

صديقاتي المناضلات،

أعرف هول الصدمة على نفسيتكم، سمعت بكاء ونواح المناضلة الشابة حياة وقريناتها، لقد تفهّمت نواحكن، وشعرت بصدمتكن، وسمعت كلامكن الجميل نحوي، وتلك شهادة أعتز بها، وصيتي إليكن مرتبطة بضرورة الاستمرار في النضال من أجل المواطن والطفل التوحدي، ولأننا أمهات، وفي الوقت نفسه مناضلات، قدرنا أن نواصل الكفاح إلى أخر رمق في حياتنا. كنا ولا زلنا نحلم بوضعية أفضل للأطفال الذين يعانون من إعاقة التوحد ولأسرهم، موتي لا يعني التوقف، لأن الحياة بلا نضال لا تعني لنا شيء، هذا ما تعلمناه في "التحالف"، وتعلمناه قبل ذلك في مدرستنا العمومية، أقصد الوطنية، أيام كانت المدرسة مشتلا لنا من أجل تفجير طاقتنا الإيجابية، وكانت الجامعة مفتاحاً لنا لولوج الحياة المدنية. هذا ما تعلمانه أيضا من أمهاتنا، اللواتي جعلن من غرف استقبال الضيوف مقرات لتأطيرنا، وتوجيهنا حتى نصبح فاعلات و مناضلات، وفي الوقت نفسه أمهات حنونات.

 

أصدقائي الأعزاء،

وأنا في مثواي الأخير تذكرت قصيدة محمد رحو، أستأذنك شاعرنا الكبير، وسأنظم شعراً من أشعارك بتصرف طفيف، اسمح لي أن أغير "الفقراء" ب"التوحديين"، فهم وجداني، هم طاقتي، هم من يسكنون قلبي، ولهم ولأسرهم أهدي أبياتك الجميلة:

قلبي مأوى التوحديين

 بين جوانبه يسكنون

من خبز حبه يأكلون

من نهر صدقه ينهلون

 أنا المسافر في الغبش المتفائل

ما عن لي يوما أن أتساءل إن كانوا يعرفون

 أني الشهيد المياوم

فداء لرؤياهم.

 

عائلتي الكريمة،

وصيتي إلى أفراد العائلة الكبرى مرتبطة أولاً بوالدتي، بأمي الحبيبة حفظها الله، هي لا تحتاج لا إلى مال ولا إلى فضة، وإنما تحتاج لدِفئكُنّ، ولزيارتكن غير المنقطعة، كما تحتاج لباقة زهور مفعمة بالحب والحنان، والثانية، مرتبطة بابنتي آية، لا أريد سماع بكائها وأنا في مثواي الأخير، أريد منكم أن تضعوها في مرتبة ابنتكم، اقبلوها كما هي، فالذنب ليس دنبها، هي فقط مختلفة عنا جميعا، هي أمانة أوصيكم بها.

 

ابنتي آية، يوسف، ريما...أبنائي وبناتي الذين يعانون من التوحد،

سامحوني، أعرف أنني تركتكم، قاومت إلى آخر لحظة لكي أعود إليكم وأغني معكم ترانيم الأمل، سامحوني لأني في لحظة من لحظات حياتي تعرضت فيها لظلم انتابتني خلاله أفكار سلبية، لكني من أجلكم قاومت وتجاوزت المحنة بسلام، وحولت تلك الأفكار السلبية إلى طاقة إيجابية. سامحوني وسامح الله كل من أساء إلي.

أنا فخورة بشيء ما، فخورة لأني تركتكم بين أيدٍ آمنة، فخورة لأن الجميع تحدث عن موتي ومن خلاله عرف الجميع قضيتكم، فخورة لأن الأمل بدأت تظهر ملامحه، اِبقوا هناك، تشبتوا بالوطن، فهو مثل الأم، إن أغضبتنا نذكر فضلها علينا، لا تستسلموا فالترافع من أجلكم سيتواصل نصرة لقضيتكم وقضية أسركم.

 

وإلى اللقاء في مكان آخر...

 

مصطفى المناصفي

 

 

Publicité
Publicité
Commentaires
A
لروحها السلام
Répondre
Publicité