Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
Mustapha EL MNASFI /مصطفى المناصفي
Mustapha EL MNASFI /مصطفى المناصفي
Publicité

MUSTAPHA EL MNASFI
مصطفى المناصفي 
Enseignant-chercheur à l'Université Moulay Ismaïl de Meknès (Maroc)



154-newsletter

للتوصل بأخر المقالات المنشورة في المدونة
يمكن لكم الإشتراك في الرسالة البريدية
Pour être tenu informé de chaque nouvelle
publication, abonnez-vous à la :

Newsletter
Archives
18 février 2008

فرنسا ونظام الكوطا لجلب المهاجرين

 

مصطفى المناصفي، فرنسا و نظام الكوطا لجلب المهاجرين، جريدة المغرب الدبلوماسي، العدد 13، أذار/مارس 2008، ص. 10.

 

بعد عشرة أشهر تقريبا على انتخابه كرئيس لفرنسا وتعيينه لحكومة جديدة تتضمن وزارة جديدة أطلق عليها إسم "وزارة الهجرة والهوية الوطنية"، قام وزير هذه الأخيرة بطلب من رئيس الجمهورية نيكولا ساركوزي بتشكيل لجنة عهد إليها بالتفكير والتشاور لوضع سياسة جديدة متعلقة بالهجرة ووضع نظام الكوطا لجلب المهاجرين بالاعتماد على الأصل الجغرافي.

 

ستقوم هذه اللجنة بتحديد إطار قانوني لهذه السياسة حتى وإن تطلب الأمر القيام بتعديل دستوري لضمان تطبيقها. وأكد وزير الهجرة والهوية الوطنية السيد بريس هورتوفو: "هناك مبدأ أساسي هو أن فرنسا لها الحق في اختيار من تريد استقباله بترابها" وهو نفس الخطاب الذي مافتئ يردده الرئيس ساركوزي خلال الحملة الانتخابية ؛ مما يوضح الرغبة الكبيرة للمسؤولين الفرنسيين لإعلان مرحلة القطيعة مع السياسات السابقة في مجال الهجرة.

 

إن هدف هذه اللجنة هو الدفع إلى تفعيل سياسة "الهجرة المنتقاة" المرتكزة بالأساس على اختيار سنوي لعدد محدد للراغبين في الهجرة إلى فرنسا بالاعتماد على الكفاءة المهنية بالنسبة لعقود العمل والتفوق العلمي بالنسبة للطلبة وإثبات الرغبة في الاندماج بالنسبة للتجمع العائلي. ويبقى الهدف الأساسي هو الهجرة الاقتصادية التي تمثل خمسون بالمائة من طموح فرنسا وذلك من أجل دعم اقتصاد البلاد.

 

بالمقابل، هناك تناقض كبير بين ما تحمله هذه السياسة وقيم الجمهورية التي ما فتئ يفتخر بها جميع الساسة الفرنسيين. فتطبيق نظام الكوطا انطلاقا من الموقع الجغرافي الذي ينتمي إليه المهاجر  يصطدم بالفصل الأول من دستور الجمهورية الخامسة الذي يعلن مساواة المواطنين أمام القانون بدون تحيز لأصل أو جذور أو ديانة ؛ كما أن فرنسا وقعت على معاهدة أمستردام التي تعلن في فصلها الثالث عشر عن محاربة أي تمييز بسبب جنس أو أصل أو ديانة. لهذا في حالة تطبيق فرنسا لهذه السياسة فهي تعرض نفسها لخطر انتقادات لاذعة من طرف الدول والمنظمات الحكومية وغير الحكومية. ويعود تطبيق نظام الكوطا في جلب المهاجرين باعتماد الموقع الجغرافي إلى سنة 1921 حيث تم تطبيقه بالولايات المتحدة الأمريكية وتم إلغاءه سنة 1965 بعد الاحتجاجات التي وجهتها أنداك الدول المصدرة للمهاجرين.

 

يبقى التساؤل الذي يطرح بحدة، ما هي المنطقة الجغرافية في العالم التي ستتضرر أكثر من نظام الكوطا الفرنسي؟

 

برجوعنا إلى خطابات ساركوزي و حركيته مند وصوله إلى الاليزي أو قبل ذلك عندما كان وزيرا للداخلية، نستنتج أن منطقة المغرب العربي خاصة والقارة الإفريقية بصفة عامة هم المستهدفون من هذا النظام، فساركوزي   يعرف جيدا ما وصل إليه الوضع الاجتماعي بمنطقة المغرب العربي والقارة السمراء ويعرف أيضا أن تدهور الوضع الاجتماعي هو الدافع الأساسي لمواطني هذه المناطق من أجل الهجرة ؛ لهذا فقيامه بزيارات لدول المغرب العربي وبعض الدول الإفريقية مباشرة بعد انتخابه لم يكن اعتباطيا، بل كان الهاجس الأساسي هو إرسال برقيات مشفرة إلى من يهمهم الأمر على أن فرنسا لا يمكن أن تؤدي ثمن ما وصل إليه الوضع الاجتماعي بدول الضفة الأخرى للبحر الأبيض المتوسط.

 

يبدو أن ساركوزي لم ينتبه أنه في حالة تطبيق نظام الكوطا سيبقى الخيار الوحيد للراغبين في الهجرة نحو فرنسا هو الدخول سرا إلى التراب \الفرنسي، مما سيعقد أكثر طموح ابن المهاجر الهنغاري وزوج المهاجرة الإيطالية عارضة الازياء( كارلا بريني) من اجل القضاء على الهجرة·

  

Publicité
Publicité
Commentaires
O
sans commentaire
Répondre
Publicité