Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
Mustapha EL MNASFI /مصطفى المناصفي
Mustapha EL MNASFI /مصطفى المناصفي
Publicité

MUSTAPHA EL MNASFI
مصطفى المناصفي 
Enseignant-chercheur à l'Université Moulay Ismaïl de Meknès (Maroc)



154-newsletter

للتوصل بأخر المقالات المنشورة في المدونة
يمكن لكم الإشتراك في الرسالة البريدية
Pour être tenu informé de chaque nouvelle
publication, abonnez-vous à la :

Newsletter
Archives
2 juin 2007

ملف حول الانتخابات الرئاسية بفرنسا

 

 

1- نيكولا ساركوزي رئيسا جديدا لفرنس

2- ساركوزي و سياسة الهجرة المنتقاة              

 

 

3 - الرئيس الجديد ورهان الإصلاحات الاجتماعية             

 

 مصطفى المناصفي، دورية دفاتر سياسية، العدد 92/حزيران/يونيو 2007، ص. 12-13.

 

نيكولا ساركوزي رئيسا جديدا لفرنسا

 

 

 

جرت يوم الأحد 6 ماي الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية الفرنسية و التي عرفت فوز نيكولا ساركوزي ووصوله إلى الرئاسة بعدما تغلب على منافسته اليسارية سيغولين رويال.                                     

 

 

 

عرفت هذه الانتخابات مشاركة مكثفة للناخبين، حيث بلغت نسبة المشاركة أكثر من 84 في المئة، حصل فيها ساركوزي على نسبة 53.6 في المئة في حين حصلت منافسته سيغولبن رويال على نسبة 46.3 في المئة ؛ وبرأي العديد من الملاحظين، عكست المشاركة المكثفة للناخبين الفرنسيين في هذه الانتخابات مدى اهتمام المواطن الفرنسي بالحياة السياسية، كما أظهرت هذه المشاركة أن الفرنسيين يتطلعون إلى التغيير...

 

 

 

بعد إعلان النتائج قام الرئيس الفرنسي الجديد بأول خطاب له دعا فيه جميع الفرنسيين للاتحاد... وأكد على أن فرنسا أعطته الشيء الكثير و الآن جاء دوره ليرد الدين ؛ بالمقابل اعترفت سيغولين رويال بهزيمتها و تمنت بالمناسبة لساركوزي أن يوفق في مهامه وأن يكون في خدمة جميع الفرنسيين...

 

 

 

بخصوص ردود الفعل، استقبل ساركوزي العديد من المكالمات وبرقيات التهاني من رؤساء وزعماء الدول ؛ من بينها مكالمة الرئيس الأمريكي جورج بوش الذي أكد حسب الناطق الرسمي للبيت الأبيض على أن فرنسا تعد حليفا تاريخيا للولايات المتحدة الأمريكية، وأن هذه الأخيرة تنتظر بشغف كبير تتمة هذا التحالف القوي مع الرئيس الجديد لفرنسا...

 

 

 

ولد نيكولا ساركوزي سنة 1955 ، وهو ابن عائلة أرستقراطية هنغارية هاجرة إلى فرنسا... انتخب سنة 1983 عمدة بأحد بلديات باريس، خمس سنوات بعد ذلك انتخب نائبا في البرلمان، وعين سنة 1993 وزيرا للخزينة و ناطقا رسميا باسم حكومة ادوار بالا دور، هذا الأخير تحول إلى خصم للرئيس جاك شيراك في انتخابات 1995، خلال هذه الفترة مر ساركوزي بفترة فراغ حيث بقي خارج الحكم بسبب تأييده لبالا دور الذي خسر الانتخابات.  سنة1997 عرفت رجوعا قويا لساركوزي بعد احتلاله المرتبة الثانية في حزب الاتحاد الذي ترأسه فيليب سيغان. وبعد الدور الذي لعبه سنة 2002 خلال الحملة الانتخابية الرئاسية إلى جانب جاك شيراك، منح هذا الأخير منصب وزارة الداخلية إلى نيكولا ساركوزي، هذا المنصب اعتبر مفتاح ساركوزي لفرض نفسه وإظهار شخصيته على أنها مؤهلة لرئاسة الجمهورية.

 

 

 

 

 

ساركوزي و سياسة الهجرة المنتقاة

 

 

 

خلال الحملة الانتخابية الرئاسية بفرنسا احتلت مسألة الهجرة و إدماج المهاجرين مكانة خاصة في أجندة المرشحين، حيث حاول كل مرشح تقديم اقتراحات جديدة بهدف التأثير على الناخبين؛ فهناك من وعد في حالة فوزه بإلغاء التجمع العائلي كحالة زعيم اليمين المتشدد جون ماري لوبين، وهناك من أكذ على أن فرنسا مازالت في حاجة ماسة إلى المهاجرين كحالة المرشحة اليسارية سيغولين رويال التي أكدت انه في حالة فوزها سوف تقوم بتسوية وضعية المهاجرين السريين الدين سيثبتون وجودهم فوق التراب الفرنسي لمدة عشر سنوات، أما المرشح الفائز نيكولا ساركوزي له نظرة مختلفة عن منافسيه في هذا الموضوع، واتهم البعض ساركوزي بكونه يحاول سحب البساط من جون ماري لوبين باستغلاله لموضوع الهجرة للفت انتباه ناخبي اليمين المتشدد... الآن ساركوزي انتخب رئيسا، ووعد قبل انتخابه بأنه سوف يبدأ في تطبيق برامجه خلال المئة يوم الأولى الموالية لوصوله إلى رئاسة الجمهورية.  فماهي الاقتراحات التي جاء بها ساركوزي في مسألة الهجرة؟  وهل يمكن القول أن الرئيس الجديد لفرنسا يريد تحديث السياسات المتعلقة بإدماج المهاجرين، أم يهدف إلى تدشين أول سياسة عمومية في هذا المجال؟

 

 

 

خلال المناظرة التلفزيونية التي جمعته في الثاني من ماي بمنافسته اليسارية سيغولين رويال، أكد ساركوزي " أن فرنسا لها الحق في اختيار من يستحق الدخول إلى التراب الفرنسي ومن هو مرفوض" هذا الموقف ردده كثيرا ابن المهاجر الهنغاري خلال الحملة الانتخابية، مما يؤكد على أن الرئيس الجديد لفرنسا حازم في هذه المسألة ولن تكون هناك مرونة مع الأجانب الذين يطمحون الدخول إلى التراب   الفرنسي...

 

 

 

الرئيس المنتخب اقترح ما سماه بسياسة" الهجرة المنتقاة" التي بدأ في تطبيقها عندما كان وزيرا للداخلية ؛ يشترط ساركوزي على من يود الإقامة بفرنسا تعلم اللغة الفرنسية في بلده الأصلي حتى يبرهن على انه يملك إرادة  احترام الثقافة الفرنسية. أما بالنسبة للتجمع العائلي، المهاجر الذي يريد أن تلتحق به عائلته ملزم بالتوفر على سكن وشغل قار لكي يضمن العيش الكريم لعائلته دون الاعتماد على المساعدات الاجتماعية للدولة.

 

 

 

ويقترح ساركوزي إحداث اتفاقيات مع الدول المصدرة للمهاجرين من أجل إنجاز مشاريع تنموية بهذه البلدان تمكن من توفير فرص الشغل و بالتالي تني شباب هذه الدول عن الهجرة، كما يهدف من خلال هذا الاقتراح جلب الطلبة الأجانب المتفوقين دون أن يؤثر ذلك سلبا على بلدانهم الأصلية.

 

 

 

أما الاقتراح الذي جاء به ساركوزي و خلف ردود فعل قوية هو المتعلق بإحداث حقيبة وزارية جديدة سيطلق عليها اسم وزارة الهجرة والهوية الوطنية ؛ أكد ساركوزي أن الهدف من ذلك هو توفير الإمكانيات لإدماج الأجيال المقبلة للمهاجرين الدين سيتوافدون على فرنسا خلال السنوات الثلاثين المقبلة ؛ بالإظافة  إلى ذلك،  أبرز ساركوزي أنه يريد ربط الهجرة بالهوية الوطنية حتى يتمكن أولئك الدين سيلتحقون بفرنسا مستقبلا  الانخراط في قيم الجمهورية و المتمثلة في الحرية والمساواة و العلمانية.

 

 

 

 

الملاحظ بفرنسا أن هناك ثلاث وزارات مكلفة بالهجرة وهي: وزارة الخارجية، وزارة الشؤون الاجتماعية ووزارة الداخلية،  بإنشائه لوزارة الهجرة سيعطي ساركوزي انطلاقة تدشين سياسة عمومية متعلقة بالهجرة و إدماج المهاجرين وهو ما يؤكد أنه في السابق لم تكن هناك سياسة عمومية في هذا المجال بحكم الفراغ الموجود على المستوى المؤسساتي، الشيء الذي سيفتح في المستقبل المجال أمام المختصين في ميدان السياسات العامة لتحليل وتقييم هذه السياسة ومقارنة نتائجها مع الدول المتقدمة الأخرى كانجلترا و كندا.

 

 

 

 

 

الرئيس الجديد ورهان الإصلاحات الاجتماعية

 

 

 

خلال الحملة الانتخابية الرئاسية بفرنسا أصدر نيكولا ساركوزي كتيب عنوانه "شهادة" ؛ يختصر فيه أهدافه ووجهات نظره المتعلقة بالتغيير الذي يطمح إليه في حالة فوزه في الانتخابات ؛ وبعد تحقيقه لذلك اتضح أن الفرنسيين تأثروا كثيرا بأفكار المرشح اليميني ربما لأنهم يعطون أهمية كبرى للجانب الأمني و للحد من الهجرة على حساب تحقيق العدالة الاجتماعية التي كانت إحدى أهم أهداف سيغولين رويال.  إلا أن ذلك لا ينفي أن ساركوزي يحمل معه أيضا برنامج تغييري للوضع الاجتماعي الذي تعيش فيه فرنسا و الذي كرس حقيقة وجود أزمة في النموذج الاجتماعي الفرنسي الذي كان يعد في السابق من بين النماذج التي يضرب بها المثال عالميا بحكم الدور الذي لعبته الدولة في حل الأزمات الاجتماعية للمواطنين.

 

 

 

الآن العالم يعرف تطورات سريعة وجميع الدول المتقدمة تعمل جاهدة على تطوير نماذجها الاجتماعية كما أنه لم يعد بمقدار الدول العمل لوحدها بعيدا عن التكثلات الإقليمية و الشراكات و كذلك دون الاستفادة من الدول الأخرى التي نجحت في وضع نموذج اجتماعي يناسب التحولات العالمية كالسويد مثلا...

 

 

 

 

بفرنسا أصبح الوضع الاجتماعي لا يبشر بالخير، معدل البطالة وصل إلى نسبة 10 في المئة، هناك ما يقرب من ربع الأشخاص ممن هم دون سن الثلاثين لم يحصلوا على شغل قار ودائم، أكثر من 440 ألف شاب فرنسي رحلوا إلى انجلترا بحتا عن العمل، هناك انخفاض في القدرة الشرائية للمواطنين و ارتفاع في نسبة الضرائب،حيت يرى العديد من المواطنين أن قدرتهم الشرائية انخفضت بسبب الضرائب المرتفعة، الوضع بضواحي المدن في تأزم مستمر خصوصا مع تزايد الفقر و التهميش ازدادت معهما الجريمة، وأصبحنا نرى صراعا بين شباب الضواحي و الشرطة، حتى أن هؤلاء الشباب يفتخرون بكونهم هم شرطة الضواحي...

 

 

 

 

بالنسبة للتمدرس 20 في المئة من المتمدرسين ينقطعون عن الدراسة دون الحصول على مؤهلات تخول لهم الدخول إلى ميدان الشغل، كما أن ديون فرنسا ارتفعت من 20 في المئة من إجمالي الناتج المحلي عام  1980  إلى 66 في المئة في الوقت الحالي.

 

 

 

كل هذه الاوضاع ستضع الرئيس الجديد في محك حقيقي لكي يبرهن على أنه أهل للثقة التي وضعها فيه المواطنون الفرنسيون.  ان المشكل الذي سيزيد من تعقيد طموح ساركوزي لإصلاح الوضع الاجتماعي كون مشاكل فرنسا بنيوية بالدرجة الأولى، فالإصلاحات المحدودة لن تنفع و لن تؤدي إلى نتيجة فعالة للخروج من الأزمة.

 

 

 

يقترح ساركوزي في البداية تشكيل حكومة تتكون من 15 حقيبة وزارية حتى تكون فعالية في العمل الحكومي. وستعمل هذه الحكومة على تشجيع الحوار الاجتماعي مع الشركاء الاجتماعيين لتفادي أخطاء الماضي... ووعد الرئيس الجديد بتخفيض الضرائب على المواطنين و كذلك المقاولات، للإشارة ففرنسا تعد من بين الدول الأولى في العالم التي تعرف ارتفاعا في نسبة الضرائب.

 

 

 

وأعجب بعض الفرنسيين بعزم ساركوزي على تحويل فرنسا إلى بلد يستفيق فيه المواطنون باكرا ويعملون لمدة أطول لزيادة مداخيلهم وبالتالي تقليص اعتمادهم على المساعدات الاجتماعية، ويحاول ساركوزي إعادة الاعتبار للشغل، يقول " لا يمكن للمواطن رفض شغل يستطيع القيام به " ...

 

 

 

ويؤكد على أن المواطن ملزم بالاعتماد على الشغل للعيش بدل انتظار المساعدات الاجتماعية ؛ و يؤكد كذلك، " أنه يجب خلق الثروة قبل توزيعها، و يجب تنظيم المال العام وتخفيض نفقات الدولة ".

 

 

 

 

بالنسبة لقطاع الإسكان، سيعمل الرئيس الجديد حسب وعده على العمل لتوفير السكن للفرنسيين يكون في ملكيتهم، و كذلك تشجيع إنجاز تجمعات سكنية اجتماعية، بالإضافة إلى تسهيل الإيجار و ذلك بإلغاء تقديم ضمانة قبل الحصول على سكن للإيجار.

 

 

 

في موضوع المدرسة والتمدرس، يبدو أن ساركوزي فطن للخلل الذي يعاني منه هذا القطاع و المتمثل كما سبقت الإشارة إلى ذلك في الفشل الدراسي لنسبة مهمة من التلاميذ. ساركوزي يؤكد على أن فرنسا يجب أن تتوفر على مدرسة تضمن النجاح لجميع التلاميذ، كما يطمح إلى تحسين أوضاع أطر التعليم حتى تكون هناك جودة أفضل في العطاء. 

 

 

 

بالنسبة لقطاع الصحة، أكد ساركوزي على أن الإصلاح الذي تم إقراره سنة 2004 يجب إدخال بعض التعديلات الطفيفة عليه، كما يقترح تحسين ظروف عمل الأطباء في القطاع العام وكذلك إعطاء مزيدا من الحرية للأطباء الخواص من اجل تحديد أثمنة الاستشارات الطبية... و يقترح أيضا تنمية شبكات " مدينة -   مستشفى" التي تهدف إلى خلق تنسيق بين جميع الفاعلين في القطاع الصحي داخل المدينة والفاعلين المحليين المنتمين للحقل الاجتماعي من اجل تحديد الحاجيات المرتبطة بإشكالية الصحة على المستوى المحلي و كذلك وضع سياسات محلية مرتبطة بهذا القطاع...

 

 

 

 

بقراءتنا للبرنامج الاجتماعي الذي يطمح الرئيس الجديد لفرنسا تطبيقه يتضح أن فرنسا ستدخل مرحلة القطيعة مع كل مقومات دولة التضامن الاجتماعي، أي فك القيود مع دولة الرفاه الآمنة و المتحدة المعروفة بالتدخل القوي للدولة لتحقيق المساواة الاجتماعية، مثل ما نراه حاليا في النرويج و الدانمارك.

 

 

 

وبتأكيده على ضرورة العمل لساعات أكثر من اجل ربح اكبر وعدم انتظار المساعدات الاجتماعية يكون الرئيس الجديد لفرنسا اختار تطبيق النموذج الليبرالي لدولة الرفاه و بذلك الالتحاق بركب الدول التي تنهج نفس النموذج كالولايات المتحدة الأمريكية و انجلترا و استراليا.

 

 

 

إلا انه من اجل تطبيق برنامجه السياسي، الرئيس الجديد ملزم بالحصول في البداية على أغلبية برلمانية مساندة له، في حالة العكس سيضطر ساركوزي إلى إعادة النظر في برنامجه، مما يعني المحافظة على النموذج الاجتماعي الحالي مع إدخال تغييرات طفيفة عليه، الشيء الذي قد يؤدي بفرنسا إلى خسران مزيدا من الوقت للإصلاح، و هذا ما سنتعرف عليه بعد الانتخابات التشريعية التي ستجرى في شهر يونيو(حزيران).   

 

 

 

 


 

Publicité
Publicité
Commentaires
A
Assalamou aleikoum, <br /> <br /> Les plus grands encouragements et mon admiration au chercheur brillant et courageux que tu es.<br /> <br /> Lailahaillaallah
Répondre
Publicité